تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص ادارة الاعمال للطالب (مصطفى شميل حسين) بأشراف أ.د . سعدون حمود جثير عن رسالته الموسومة ( دور اعتماد اليات التسويق السياسي في تسويق الاشخاص بتوسيط الخبرة التسويقية – بحث تحليلي)

لقد شهد علم التسويق تطورات في طبيعة المتغيرات الخاصة به عبر المراحل المختلفة لتطورها، ومن بين الموضوعات ذات الأهمية البالغة في الوقت الحاضر في البيئة العراقية لمجال ادارة التسويق  هي(التسويق السياسي والخبرة التسويقية وتسويق الاشخاص)، التي تحتاج الى المزيد من التحليل العلمي والعملي.

وتتبين مشكلة البحث في عدم مقبولية المرشحين في انظار الناس وعدم اقناعهم  بالاختيار الملائم كذلك تشتت الآراء بخصوص اختيار من الافضل , وما انجازاته والطريقة المثلى لتمثيلهم النيابي وانخفاض التواصل الجماهيري بين السياسي والجمهور , ادى الى اتساع الفجوة فيما بينهم  , وعادة ما يتأثر الرأي العام بعدة عوامل من ابرزها وسائل الاعلام كالتلفزيون والاذاعة والصحف وحملات الدعاية والترويج والندوات العامة، والاشاعات ويخلق ذلك انطباعاً سلبياً او ايجابياً تجاه اي مرشح سياسي.

ويمكن توضيح اهمية البحث من خلال النقاط الاتية :

  • تأتي اهمية البحث من خلال متغيرات مهمة ومعاصرة في مجال علم التسويق وتتمثل بالتسويق السياسي وتسويق الاشخاص والخبرة التسويقية , وقلة الدراسات التي تناولتها .
  • عينة البحث تتمثل بالنخبة النيابية في مجلس النواب العراقي الذين يمثلون التوجه السياسي للبلد والجهات المسؤولة عن تشريع القوانين في البد .
  • توظيف اليات التسويق السياسي في مجال تسويق الاشخاص للحصول على اصوات وتمثيل نيابي .
  • تشخيص الواقع السياسي والحملات الانتخابية ومعرفة تقنيات التسويق السياسي في التأثير في الجماهير وكيفية الوصول الى قبة البرلمان من قبل الناخبين .
  • تتماشى اهمية التسويق السياسي مع التطورات السياسية , اذ لم يعد قاصراً على الحملات الاعلامية بل امتد الى قرارات الحكومة كلها .

وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :

  • اظهرت النتائج ان التسويق السياسي والخبرة التسويقية يرتبطان وبشكل ايجابي وهذا ليس بالغريب بل يُعد متوقعاً في ظل اشتراط امتلاك المرشح تسويق سياسي للتعامل مع الاوضاع السائدة في البلد وهذا ما تفرضه المواقف التي يتعامل معها المرشحون في مجال عملهم ولا شتراطه في امتلاك الخبرة التسويقية الذي يتحدد بما يحصل عليه المرشح السياسي للتعامل مع الناخبين والمرشحين الاخرين .
  • اظهرت النتائج ان التسويق السياسي وتسويق الاشخاص يرتبطان وبشكل ايجابي وهذا مؤكد في ظل الحاجة لامتلاك المرشح تسويق سياسي عن عرض متمايز في كل مكنوناته , اذ يمتلك الموهبة والمعرفة والمهارات والسلوكيات والقابليات والقدرات بعدها حزمة تتباين من مرشح لأخر وتثري الدور الوظيفي والشعوري والدور العلاقاتي , بالإضافة الى التمكين للتعبير عن الذات وعليه يجب تجسيد ذلك الارتباط بشكل يتعشق تسويق الاشخاص واهدافه وانشطته بتسويق سياسي .
  • اظهرت النتائج ان الخبرة التسويقية وتسويق الاشخاص يرتبطان وبشكل ايجابي , اذ ان تسويق الاشخاص يستهدف منظمات وافراد وايضاً مجتمعات يتباينون فيما يتعلق بالثقافة التي يتبنوها وهذا يتطلب امتلاك خبرة تسويقية للتوجه اليهم عبر برنامج يأخذ بنظر الاعتبار التباين في الثقافات التي يتعرض لها المجتمع من خلال البرنامج الذي يتبناه

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :

  • ضرورة اهتمام المرشحين في الحصول على الخبرة العاطفية عبر امتلاك الدراية وادراك التباينات بين الناخبين فيما يتعلق بقيمهم ومعتقداتهم واعرافهم , والعمل على تطوير الخبرة الحسية من خلال تطوير ادوات واجهزة تثير المشاعر لدى الجمهور من اجل التفاعل مع برنامجهم الانتخابي .
  • ضرورة تطوير الخبرة الفكرية من خلال انشاء تصاميم عن وضع الناخبين والذي يؤدي الى تفاعل فكري ومعرفي بين البرامج وتطلعات الناخبين , وكذلك الاهتمام بالخبرة الاجتماعية من خلال الاطلاع على متطلبات الجمهور وتلبية احتياجاتهم والعمل على امتلاك حملات اعلامية كبيرة ومؤثرة من اجل التواصل الاجتماعي مع الناخبين , والعمل على تطوير الخبرة العملية الذي يضمن انجاز المشروعات التي لها تأثير في مستوى تنمية البلد  وكذلك جمع المعلومات عن الناخبين هذا بغية تطوير الخبرة التسويقية والذي يعد اشتراطاً في ظل بيئة ذات اجواء انتخابية مستمرة .
  • تشكيل هيئة او مؤسسة داخل الاحزاب او الكيانات التي تمتلك مرشحين وتروم الدخول في الانتخابات وتكون فاعلة وكفوءة وتمتلك القدرات على التخطيط او وضع الخطط وتنفيذها وتكون مسؤولة عن وضع الاستراتيجيات للتسويق وتقديم ممثليها والمتابعة على تنفيذ واستخدام الاليات الحديثة والمعاصرة .
  • ينبغي على المرشحين ان يولوا اهتماماً اعلى بتسويق الاشخاص تحديداً في تعزيز الدور الوظيفي والشعوري والعلاقاتي بوصفها تحدد القيمة التي يقدمها المرشح الى الناخبين , فضلاً عن الخصائص الجوهرية والكمالية كذلك تحديد الهدف من تسويق الاشخاص بعَدها الموجه لما يتبعها من انشطة يجب الاضطلاع بها بغية تسويق الاشخاص , وذلك لان طبيعة المنافسة في الانتخابات يفرض على المرشحين تطوير برامج انتخابية تساهم بتمايز وتفوق مرشحين على منافسيهم من اجل جذب الجمهور واكتساب ثقتهم .

Comments are disabled.